للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ص ٢٨] وفي "المنمَّق" لابن حبيب (١) في قصيدة لعمرو بن الوحيد بن كلاب:

سطا الله بالحُبشان والفيل سطوةً ... أرى كلَّ قلب واهيًا فهو خائفُ

ويومُ ذباب السيف كان نذيرَه ... ويومٌ على جنب المغمَّس كاسفُ

أُميرَ لهم رَجْلٌ من الطير لم يكن ... نفاقًا لها من الحجارة واكفُ (٢)

كأنّ شآبيبَ السماء هُوِيّةً ... وقد أُشعلت بالمُجْلِبين النَّفانفُ

تدقُّهم من خلفِهم وأمامِهم ... وعارضَهم فوجٌ من الريح قاصفُ

إلى أن قال:

وكان شفاءً لو ثوى في عِقابها ... نُفَيلٌ وللآجال آتٍ وصارفُ

قال: فأجابه نفيل بن حبيب الخثعمي فقال:

ماذا ترى في عِقابي لو ظفرتَ به ... يا بن الوحيد من الآيات والعبرِ

قِلْنا المغمَّسَ يومًا ثم ليلتَه ... في عالجٍ كثُؤاج النِّيب والبقرِ

حتى رأينا شعاعَ الشمس تستره ... طيرٌ كرَجْلِ جرادٍ طار منتشرِ

يرميننا مقبلاتٍ ثم مدبرةً ... بحاصبٍ من سَواء الأفق كالمطر

وفي القصيدة ذكر الريح أيضًا.

وفي "السيرة" وغيرها أبيات لنفيل، فيها:

حمدتُ الله إذ عاينتُ طيرًا ... وخفتُ حجارةً تُلقَى علينا


(١) ص (٧٧ - ٧٨).
(٢) في المطبوعة: "أميرهم رجل"، وفيها أيضًا: "نِقافًا"، وهو الصواب.