للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبيّن مدة ملك يكسوم ومسروق كابن إسحاق (١)، ومنهم من بيّنها، ففي "الأغاني" (٢) أنها إحدى وثلاثون سنة، وفي "مروج الذهب" (٣) أنها ثلاث وعشرون.

ولم أر عن أحد إنكار ملكهما أو زعم أنه إنما كان بضعة أسابيع أو أشهر أو سنة أو سنتين. وإنما يرى القائلون بالمشهور أن ملكهما امتدّ تلك المدّة بعد المولد النبوي حتى كانت حملة الفرس مع ابن ذي يزن بعد المولد بتلك المدة: بثلاثين أو ثلاث وعشرين سنة.

ويخالفه ما أخرجه "البيهقي وأبو نعيم وابن عساكر من طريق عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن عن أبي أبيه قال: لما ظهر سيف بن ذي يزن على الحبشة، وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين، أتاه وفود العرب لتهنئته، وأتاه وفد قريش فيهم عبد المطلب ... وأخرج أبو نعيم والخرائطي وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله سواء" (٤).

وقضية هذا أن تكون حملة الحبشة (٥) على اليمن عام المولد أو بعده بقليل، فإن فيه أن وفود العرب [ص ٤٨] للتهنئة كان بعد المولد بسنتين، وإنما


(١) سيرة ابن هشام بهامش الروض الأنف (١/ ٥٤). [المؤلف].
(٢) (١٦/ ٧٢). [المؤلف].
(٣) (٢/ ٨٠ - ٨٢).
(٤) الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ٨٢). [المؤلف].
(٥) كذا في الأصل، وهو سبق قلم، والمراد: حملة الفرس.