للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ص ١٤٢) (١): "ومنهم زائغ عن الحق، صدوق اللهجة، قد جرى في الناس حديثُه، لكنه مخذول (٢) في بدعته، مأمون في روايته، فهؤلاء ليس فيهم حيلة إلا أن يؤخذ من حديثهم ما يُعرف وليس بمنكر، إذا لم تقوَ به بدعتُه، فيتَّهمونه (؟ ) بذلك" (٣).

والجوزجاني فيه نَصْب، وهو مولع بالطعن في المتشيّعين كما مرّ، ويظهر أنه إنما يرمي بكلامه هذا إليهم، فإن في الكوفيين المنسوبين إلى التشيع جماعة أجلّة، اتفق أئمة السنة على توثيقهم، وحُسْن الثناء عليهم، وقبول رواياتهم، وتفضيلهم على كثير من الثقات الذين لم يُنسبوا إلى التشيُّع، حتى قيل لشعبة: حَدِّثنا عن ثقات أصحابك. فقال: إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفرٍ يسير من هذه الشيعة: الحكم بن عُتيبة، وسَلَمة بن كُهيل، وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور (٤).

راجع تراجم هؤلاء في "التهذيب" (٥).

فكأنَّ الجوزجاني لما علم أنه لا سبيل إلى الطعن في هؤلاء وأمثالهم مطلقًا، حاول أن يتخلّص مما يكرهه من مرويّاتهم، وهو ما يتعلق بفضائل أهل البيت.

وعبارته المذكورة تعطي أن المبتدع الصادق اللهجة، المأمون في


(١) (٢/ ٦٦ - ط السلفية بالهند).
(٢) في "الشجرة": "إذ كان مخذولًا".
(٣) في "الشجرة": "إذا لم يُقوِّ به بدعته، فيُتَّهم عند ذلك".
(٤) الخبر في "تقدمة الجرح والتعديل": (١/ ١٣٨).
(٥) (٢/ ٤٣٢ - ٤٣٤ و ٤/ ١٥٥ - ١٥٧ و ٢/ ١٧٨ و ١٠/ ٣١٢ - ٣١٥) على التوالي.