للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاهد (١)، وإن لم يرو عنه إلّا واحد، ولم يبلغهم عنه إلا حديث [١/ ٦٧] واحد. فممن وثّقه ابنُ معين مِن هذا الضّرْب: الأسقع بن الأسلع، والحَكَم بن عبد الله البلَوي، ووهب بن جابر الخَيواني وآخرون. وممن وثقه النسائيُّ: رافع بن إسحاق، وزهير بن الأقمر، وسعد بن سمرة وآخرون.

وقد روى العوّام بن حَوشب، عن الأسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص حديثًا (٢). ولا يُعرف الأسود وحنظلة إلا في تلك الرواية، فوثَّقهما ابن معين (٣). وروى همام، عن قتادة، عن قدامة بن وَبَرة، عن سمرة بن جندب حديثًا (٤). ولا يُعرف قدامة إلا في هذه الرواية، فوثَّقه ابن معين (٥)، مع أن الحديث غريب وله علل أخرى راجع "سنن البيهقي" (ج ٣ ص ٢٤٨).

ومن الأئمة من لا يوثِّق مَن تقدَّمه حتى يطلع على عدة أحاديث له تكون مستقيمة، وتكثُر حتى يغلب على ظنه أن الاستقامة كانت مَلَكة لذاك الراوي. وهذا كله يدل على أن جلَّ اعتمادهم في التوثيق والجرح إنما هو على سَبْر حديث الراوي. وقد صرّح ابنُ حبان بأن المسلمين على الصلاح والعدالة،


(١) (ط): "مشاهد" خطأ.
(٢) الحديث أخرجه أحمد (٦٥٣٨، ٦٩٢٩)، والنسائي في "الكبرى" (٨٤٩٨)، وغيرهما.
(٣) كما في رواية الدارمي (ص ٦٥ و ٨٨).
(٤) الحديث أخرجه أحمد (٢٠٠٨٧)، وأبو داود (١٠٥٣، ١٠٥٤)، والنسائي (١٣٧٢) وغيرهم.
(٥) في رواية الدارمي (ص ١٩١).