للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معين كان ربما يطلق كلمة "ثقة"، لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يتعمّد الكذب.

وقد يقول ابن معين في الراوي مرة: "ليس بثقة"، ومرة: "ثقة" أو: "لا بأس به"، أو نحو ذلك. (راجع تراجم جعفر بن ميمون التميمي، وزكريا بن منظور، ونوح بن جابر). وربما يقول في الراوي: "ليس بثقة" ويوثقه غيرُه. (راجع تراجم عاصم بن علي، وفُلَيح بن سليمان، وابنه محمد بن فُليح، ومحمد بن كثير العبدي". وهذا قد يشعر بأن ابن معين قد يطلق كلمة "ليس بثقة" على معنى أن الراوي ليس بحيث يقال فيه: "ثقة" على المعنى المشهور لكلمة "ثقة".

فأما استعمال كلمة "ثقة" على ما هو دون معناها المشهور، فيدل عليه ــ مع ما تقدم ــ أن جماعة يجمعون بينها وبين التضعيف. قال أبو زرعة في عمر بن عطاء بن وَرَاز: "ثقة لين" (١). وقال العجلي (٢) في القاسم أبي عبد الرحمن الشامي: "ثقة يُكتب حديثه، وليس بالقوي". وقال ابن سعد في جعفر بن سليمان الضُّبَعي: "ثقة وبه ضعف" (٣). وقال ابن معين في عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم: "ليس به بأس، وهو ضعيف" (٤). وقد ذكروا


(١) "الجرح والتعديل": (٦/ ١٢٦) في إحدى النسخ، وعنها نقل الحافظ المزي: (٥/ ٣٧٦)، والحافظ: (٧/ ٤).
(٢) تصحّف في (ط) إلى: "الكعبي"، وانظر عبارة العجلي في "الثقات": (٢/ ٢١٢)، و"التهذيب": (٨/ ٢).
(٣) "الطبقات الكبرى": (٩/ ٢٨٩).
(٤) رواية الدوري (٥٠٧٥) وفيه: "وفيه ضعف".