للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوجه الثاني: أن الشياطين رأت أنه لا وجود لما يدّعيه المشركون من الإناث الغيبيات بزعم أنهن بنات الله وأنهن الملائكة, فعمدت شيطانة فتسمَّت بالعزّى ولزمت الصنم المجعول للعُزَّى, وقس على ذلك.

* ثم بيّن الشيخُ أنَّ عبادة الهوى: طاعته فيما لا ينبغي أن يُطاع فيه إلا الربّ, وأنها من قبيل عبادة الأحبار والرهبان.

* وبعد شرحه المستفيض لعبادات أصناف المشركين والكفار ابتداء من قوم نوح وانتهاء بقوم عيسى عليهما السلام؛ عقد عنوانا سماه: (تنقيح المناط) (١) , وهو بيت القصيد في كتابه, أراد به تحديد ما يدخل في العبادة وما لا يدخل فيها, فقال: «مدار التأليه والعبادة على أمرين:

الأول: الطاعة في شرع الدين, والمراد بالدين: الأقوال والأفعال التي يُطلَب بها النفع الغيبي, والمراد بالنفع الغيبي ما كان على خلاف العادة المبنيَّة على الحسّ والمشاهدة.

والأمر الثاني: الخضوع أو التعظيم على وجه التديُّن .. ».

إلى أن قال: «وتحرير العبارة في تعريف العبادة أن يقال: خضوع اختياري يُطلَب به نفع غيبي, أي من شأنه أن يُطْلَب به نفع غيبي, سواء كان الخاضع طالبًا بالفعل بأن يكون له اعتقاد أو ظنّ واحتمال أن ذلك الخضوع سبب لنفع غيبي, أو يكون في حكم الطالب بأن يكون المعهود في ذلك


(١) تنقيح المناط: هو الاجتهاد في تحصيل العلَّة التي ربط بها الشارع الحكمَ وإلغاء ما لا يصلح للاعتبار. انظر: شرح المحلي على جمع الجوامع بحاشية البناني ٢/ ٢٩٢, وشرح الكوكب المنير ٤/ ١٣١.