وقد اتَّفق أهل اللغة على أنَّ أصل الدعاء بمعنى النداء, وذكر آيات كثيرة تفيد أنَّ الدعاء فيها بمعنى السؤال والاستعانة, ولاسيَّما في الآيات التي فيها ذكرُ الاستجابة.
* ثم وضع عنوانًا في أحكام الطلب, ومتى يكون دعاء؟ وبيَّن فيه أنَّ دعاء الحيّ الحاضر ما لا يقدر عليه ودعاء الأموات والغائبين مطلقًا شرك بالله.
* وتعرَّض لبيان مسألة التوسُّل, والأحاديث الواردة فيها.
* وأجاب عن الأحاديث والآثار التي يستدلُّ بها مَن يدَّعي سماع الموتى لمن خاطبهم, وقال: مَن قاس الأموات على الأحياء فهو كمَن قاس الملائكة على البشر. ولو كانت أرواح الموتى تتصرَّف بهواها لفسد الكون, بل ولهاجت الفتن بين الأرواح.
قال: ولو لم يكن في اجتناب ما قيل إنه شرك إلا سدُّ باب الاختلاف بين الأمَّة في هذا الأمر لكان من أعظم القربات عند الله عزَّ وجلَّ.
* ثم عقد فصلًا في الشبهات وردِّها, تضمَّن بيان شُبه عُبَّاد الأصنام وعُبَّاد الأشخاص الأحياء, والنصارى في عبادتهم الصليب, وشبهة للنصارى واليهود في شأن الأحبار والرهبان, وشُبه عَبَدَة الملائكة, ثم أجاب الشيخ على هذه الشُّبَه بكلام قويٍّ متين.
* ثم عقد فصلًا في السلطان الفاصل بين ما هو عبادة لله وما هو عبادة لغيره.
قال: الفرق بين عبادة الله تعالى وعبادة غيره هو السلطان، فكلُّ عبادة