للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإرجاء، فأبى عليهما الحكم. فأتوا حماد بن أبي سليمان فقالوا له، فأجابهم، وأخذ الأربعين ألف درهم»!

لا أناقش الأستاذ في تمويهه، وإنما أنظر في الحكاية. فالهروي والبلخي لم أجدهما (١). وإسماعيل لم يتضح لي من هو؟ وابن الأصبهاني متكلَّم فيه، قال أبو حاتم: «لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به» (٢). وأخرج له النسائي حديثًا (٣) ثم قال: «هذا خطأ، ابن الأصبهاني ضعيف». وقال ابن عدي (٤): «مضطرب الحديث، قليل الحديث، مقدارُ ما له قد أخطأ في غير شيء [منه]». وكانت وفاته سنة ١٨١. ويظهر من وفَيَات شيوخه أنه لم يدرك موت إبراهيم. فإن صحّ سندُ الحكاية إليه، فممن سمع القصة؟ وما عسى أن يكون أخطأ في سياقها؟

ثم أيُّ شيء فيها؟ ! كان إبراهيم شديدًا على المرجئة، وفي ترجمته من «طبقات ابن سعد» (٥) عدة حكايات في ذلك. منها عن الحارث العُكْلي عن إبراهيم قال: «إياكم وهذا الرأي المحدَث ــ يعني المرجئة». وعن مُحِلِّ بن مُحرِز عن إبراهيم قال: «كان رجل يجالس إبراهيم يقال له: محمد، فبلغ


(١) أما الهروي أحمد بن محمد فيحتمل أنه ابن ياسين صاحب «تاريخ هراة» (ت ٣٣٤) ترجمته في «سير النبلاء»: (١٥/ ٣٤٠). قال الخليلي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك.
(٢) «الجرح والتعديل»: (٧/ ٢٦٧ - ٢٦٨).
(٣) رقم (١٨١١).
(٤) في «الكامل»: (٦/ ٢٢٩) وما بين المعكوفين منه.
(٥) (٨/ ٣٩١ - ٣٩٢).