للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسماء: لا تُحصي فيُحْصَى عليك. رواه لي عن عبد الرحمن بن شيبة وهو ضعيف. فقلت له: يجب أن تكتبه عني، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك. فغضب، وشكاني إلى أبي، وقال: انظر إلى ما يقول لي أبو بكر». هكذا في «تهذيب تاريخ ابن عساكر» (١) وغيره. فلعله كان يتعرَّض بمثل هذا لابن الأصبهاني، فاتفق أن وهِمَ ولَجَّ، فقال ابن الأصبهاني ما قال، إن صحَّت الحكاية عنه.

فأما بعد أن تصدَّى للحديث، فإن الناس أكثروا السماع منه، وكان كثير من الحفاظ يُعادُونه ويتعطَّشون إلى أن يقفوا له على زلَّةٍ في الرواية، فلم يظفروا بشيء، ولم ينكر أحد عليه حديثًا واحدًا. وكانوا كلما استغربوا شيئًا من حديثه أبرَزَ أصلَه بسماعه من أبيه. وهو القائل:

إذا تَشاجَرَ أهلُ العلم في خبرٍ ... فَلْيطلبِ البعضُ من بعضٍ أصولَهُمُ

إخراجُك الأصلَ فعلُ الصادقين فإن ... لم تُخرِج الأصلَ لم تسلُكْ سبيلَهُمُ

فاصدَعْ بعلم ولا تَرْدُدْ نصيحتَهم ... وأظهِرْ أصولَكَ إن الفرعَ مُتَّهَمُ (٢)

وأما النَّصْب، فقال ابن عدي (٣) ــ على ما في «تذكرة الحفاظ» (٤) ــ:


(١) انظر أصله: (٢٩/ ٧٨).
(٢) كذا «وأظهر أصولك» في تاريخ بغداد (٩/ ٤٦٦) وتاريخ دمشق (٢٩/ ٨٥). ويصح إذا قلنا إن الواو من الخزم. لكن يبدو أن الصواب: «وأَظِهْرِ الأصلَ» وهو أقعد في السياق (الأصل ... الفرع).
(٣) (٤/ ٣٦٦).
(٤) (٢/ ٧٧١).