للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله:

لم تدرِ ما جزعٌ عليك فتجزعُ (١)

جاء جميع هذا على الأصل، ومعنى الرفع فيه كمعنى النصب لو نصب ... جاز لك أن لا تصرف في المواضع المذكورة إلى النصب اعتمادًا على ظهور المعنى».

ومع هذا فقد جاء إهمال «أن» مضمرةً وظاهرةً، وعدَّ ابنُ هشام (٢) من الأول قول الله عز وجل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} [الزمر: ٦٤] وقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} [الروم: ٢٤] ومن الثاني قراءة ابن محيصن: {لمن أراد أن يتمُّ الرضاعة} برفع الميم.

وفي «الهمع» (ج ٢ ص ٣) (٣): «قال الرؤاسي من الكوفيين: فصحاء العرب ينصبون (بأن) وأخواتها الفعل، ودونهم قوم يرفعون بها، ودونهم قوم يجزمون بها».

الثاني: أن المزني لم يسق عبارات الشافعي بنصها، فقد قال أول «المختصر» (٤): «اختصرتُ هذا الكتاب من عِلْم محمد بن إدريس الشافعي


(١) البيت من قصيدة لمويلك المزموم في رثاء امرأته. انظر «حماسة أبي تمام» (١/ ٤٣٩). وصدره: فلقد تركتِ صغيرةً مرحومةً.
(٢) في «مغني اللبيب»: (٢/ ٨٣٩ و ١/ ٤٦).
(٣) (٢/ ٣٦٣).
(٤) (ص ١).