للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما رواية ابن المبارك فهي عند النسائي (١) عن سويد بن نصر عنه. وسويد مات سنة ٢٤٠، وعمره ٩١ سنة. فقد أدركه الشيخان، ولكنهما لم يخرجا عنه في «الصحيح». وإنما روى له النسائي والترمذي، ووثَّقه النسائي ومسلمة بن قاسم. وقال ابن حبان: «كان متقنًا»، فالله أعلم. وقد روى النسائي (٢) عنه، عن ابن المبارك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: يُقطع في ربع دينار فصاعدًا.

وأثبت الروايات عن يحيى ما رواه مالك (٣) وابن عيينة (٤) عنه عن عمرة عن عائشة: «ما طال عليَّ ولا نسيتُ: القطعُ في ربع دينار فصاعدًا». فإن لم يكن وهم في روايته عن ابن المبارك عن معمر فالتقصير من معمر. وقد قال الإمام أحمد (٥): «حديث عبد الرزاق عن معمر أحبُّ إلي من حديث هؤلاء البصريين (عن معمر)، كان (معمر) يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن (حيث سمع منه عبد الرزاق)، وكان يحدِّثهم حفظًا بالبصرة».

وسعيد بن أبي عروبة أقدم سماعًا، فإن لم يكن الوهم من سويد، فكأنَّ معمرًا حدَّث بالحديث مرةً من حفظه حيث سمع منه ابن المبارك فشكَّ في


(١) (٨/ ٧٨).
(٢) (٨/ ٧٩).
(٣) في «الموطأ» (٢/ ٨٣٢) ومن طريقه النسائي (٨/ ٧٩) والطحاوي (٣/ ١٦٥) وابن حبان (٤٤٦٢).
(٤) أخرجه من طريقه الحميدي في «مسنده» (٢٨٠) والنسائي (٨/ ٧٩) والطحاوي (٣/ ١٦٥).
(٥) كما في «تهذيب التهذيب» (٦/ ٣١٢).