للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: خيل نَتَجَت، وغلَّةُ رقيقٍ لي، وأعطية تتابعت عليَّ (١). قال ابن سيرين: «فنظروا فوجدوه كما قال. فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل وقد طلبه مَنْ كان خيرًا منك؟ طلبه يوسف عليه السلام. فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة ... » انظر «البداية» (١١٣: ٨) (٢). وابنُ سيرين من خيار أئمة التابعين، والسند إليه بغاية الصحة. قال ابن كثير: «وذكر غيره أنّ عمر غرَّمه» وسيأتي ذلك.

فمَنْ كان له في عهد عمر خيلٌ تَناتج ورقيق يغلّ، مع عطائه في بيت المال كغيره من الصحابة، ومع ما كان الأئمة يتعهّدون به الصحابة من الأموال زيادةً على المقرَّر كل سنة بحسب توفّر المال في بيت المال، أقول: من كانت هذه حاله كيف يسوغ أن يقال: إنه إنما تموَّل في عهد بني أمية؟

ويزعم أبو رية ــ من وحي شيطانه ــ أن بني أمية أقطعوا أبا هريرة وبنوا مسكنه بالعقيق وبذي الحُلَيفة، ويجعلها أبو ريَّة قصورًا وأراضي! وأعجب من ذلك: زعمه أنهم زوَّجوه ابنة غزوان. وينعى على أبي هريرة أنه [ص ١٤٩] كان ممن نصر عثمان (وتلك شَكاةٌ ظاهر عنك عارُها) (٣).

ويزعم أنه مال


(١) وفي رواية في طبقات ابن سعد ٤/ ٢/٥٩ وفتوح البلدان ص ٩٣: «ولكن خيلاً تناتجت وسهامًا اجتمعت» يريد سهامه من المغانم؛ لأنه كان مع العلاء بن الحضرمي في فتوحه. [المؤلف].
(٢) (١١/ ٣٨٦ ــ ٣٨٧).
(٣) عجز بيت لأبي ذؤيب الهذلي، وصدره:
*وعيّرها الواشون أني أُحبّها*

انظر «ديوان الهذليين»: (١/ ٢١)، و «مقاييس اللغة»: (٣/ ٤٧٢). ونسبه في «الصحاح»: (٢/ ٧٣١) إلى كثيّر.