للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان. وقد أورده أحمد بسند جيد).

أقول: الحديث في «المستدرك» (٩٩: ٣) وفيه: «عليكم بالأمير» وهو الظاهر، وفي سنده مقال لكنه ليس بمنكر. وقول أبي هريرة: «وهو يشير إلى عثمان» يريد أنه يفهم أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أشار بقوله: «الأمير» إلى عثمان. ولو أراد أبو هريرة ــ وقد أعاذه الله ــ أن يكذب لجاء بلفظ صريح مؤكّد مشدّد.

قال: (ولما نسخ عثمان المصاحف دخل عليه أبو هريرة فقال: أصبت ووُفّقت، أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ... ، قال فأعجب ذلك عثمان وأمر لأبي هريرة بعشرة آلاف. وهذا الحديث من غرائبه وهو ينطق ولا ريب بأنه ابن ساعته).

أقول: عزاه أبو ريَّة إلى «البداية» (٢١٦: ٧) (١) وهو هناك من رواية الواقدي، وهو متروك مرميّ بالكذب، عن [أبي بكر بن عبد الله بن محمد] بن أبي سبرة، وهو كذَّاب يضع الحديث.

[ص ١٥٠] قال: «ومن غرائبه كذلك ما رواه البيهقي قال: أُصبت بثلاث مصيبات ... » ذكر قصة المِزْوَد مطوَّلة، وأسرف أبو ريَّة في التندُّر والاستهزاء، وعزا الخبر إلى «البداية» (١١٧: ٦) (٢) وهو مرويّ من طرق في أسانيدها ضعف، واللفظ الذي ساقه أبو ريَّة من رواية يزيد بن أبي منصور الأزدي عن أبيه عن أبي هريرة. وأبو منصور الأزدي مجهول ولا يُدْرَى أدرك أبا هريرة أم لا؟ وفيه: أن المِزْود ذهب حين قُتل عثمان.

قال أبو ريَّة: (وهذا الحديث رواه عنه أحمد ولكن قال فيه ... وعلقه في سقف البيت ... ).


(١) (١٠/ ٣٩٤ ــ ٣٩٥). وهو في «تاريخ ابن عساكر»: (٣٩/ ٢٤٤).
(٢) (٨/ ٦٦١ ــ ٦٦٢).