للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: (وصلَّى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان يومئذ أميرًا على المدينة تكريمًا له).

أقول: هذا رواه الواقدي (١) بسند فيه نظر، ولكنها السنة التي كانوا يعملون بها: أن يكون الأمير هو الذي يصلِّي على الموتى بدون تفريق.

قال: (ولما كتب الوليد إلى عمه ... أرسل ... ادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم ... وهكذا يترادف رفدهم له حتى بعد وفاته).

أقول: هذا رواه الواقدي (٢) بسندٍ فيه نظر، وفيه: «فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار». وإنما حذف أبو ريَّة هذا ليوهم غيره.

ثم ذكر أبو ريَّة كلمات لصاحب «المنار» قال في أبي هريرة: ( ... فأكثر أحاديثه لم يسمعها من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وإنما سمعها من الصحابة والتابعين).

أقول: فيه مجازفتان:

الأولى: زَعَم أنّ أكثر أحاديثه لم يسمعها من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ونحن إذا (٣) نظرنا إلى أحاديثه التي رواها عن غيره من الصحابة وجدناها يسيرة، ثم إذا نظرنا في أحاديثه التي يرويها عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأسًا ولا يصرِّح بالسماع منه، قلّما نجد فيها ما يُعْلَم مِن مَتْنه أنه كان في المُدَّة التي لم يدركها أبو هريرة، مع أننا نجد عن غيره أحاديث كثيرة تتعلق بتلك المدة، فهذا مع ما تقدم (ص ١٠٦ و ١١٨ - ١١٩) (٤) وغيرها، وما يأتي بعدُ من شهادة الصحابة له


(١) انظر «الطبقات»: (٥/ ٢٥٧) لابن سعد.
(٢) انظر المصدر السابق.
(٣) (ط): «إذ».
(٤) (ص ٢٠٤ ــ ٢٠٥ و ٢٢٧ ــ ٢٣٠).