للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين؛ مثل أن محمدًا رسول الله يُطلعه الله على ما شاء من غيبه، ويخرق له ما شاء من عادته، ويحفظه من الخطأ في تبليغ دينه. وقد يكون منشؤه الخروج عن السراط المستقيم سراط محمد وأصحابه، واتّباع غير سبيل المؤمنين، وأخذ الدين من غير الشرع، وأخذ العقائد من غير المأخَذَين السلفيين.

أحدهما: العقل الصحيح الذي كان حاصلاً للصحابة وغيرهم من العرب حين بُعث فيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكان قرينةً صحيحة تكون ركنًا من أركان الكلام، فإذا كان بدونها مُفهمًا لخلاف الواقع، كانت مانعة من فهم ذلك، مخرجةً للكلام عن أن يكون كذبًا.

وثانيهما: الشرع، إلى غير ذلك مما ليس هذا موضع تفصيله.

وكذلك ما للإمام إلزام الناس به، وما عليه من حياطة المسلمين، والضرب على يد من يُحاول تشكيكهم والعبث بدينهم، وما على المسلم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما هو حدُّ ذلك، كل هذا ليس هذا موضع الكلام فيه (١).

[ص ٦] حديث "من كذَبَ علَيَّ"

صح من طريق جماعة من الصحابة تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكذب عليه بألفاظ مختلفة، اشتهر منها على ألسن الناس: "مَنْ كذب عليَّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النار" (٢)، وجاء في عدد من الروايات (٣) هكذا أو بهذا المعنى،


(١) بعده في الأصل في منتصف السطر "أصل" وترك بعده بياضًا بمقدار ستة أسطر.
(٢) أخرجه البخاري (١٠٨)، ومسلم (٢) من حديث أنسٍ رضي الله عنه.
(٣) الأصل: "الرواية" سهو.