للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثيع، عن حذيفة رضي الله عنه قال: «كيف بكم إذا سُئِلتُم الحق فأعطيتموه، وإذا سَأَلتم حقَّكم فمُنِعتُموه؟ قالوا: نصبر. قال: دخلتموها ورب الكعبة».

ولهذا الأثر ــ في الجملة ــ شواهد في أنّ حذيفة كان يكره التعرُّض للفتنة، ويفضّل الصبرَ على حيف الولاة.

وأما عن أبي ذر فلم أقف عليه بعد، ولكن في «خصائص علي» للنسائي (ص ١٤) من طريق يونس بن (أبي) إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن أُبيّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لينتهين بنو ربيعة أو لأبعثنّ عليهم رجلًا كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية. فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ قلت: إياك يعني وصاحبك؟ قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل. قال: وعليّ يخصف النعل».

فيمكن أن يكون الصواب بدل «عن أُبيّ»: «عن أبي ذر»، فإن النسخة فيها غلط كثير (١).

وقد رُوي في خاصف النعل قصة أخرى، أخرجها النسائي في «الخصائص» (ص ٢٩) (٢) من طريق الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: «كنا جلوسًا ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج علينا قد انقطع شسع نعله، فرمى به إلى علي رضي الله عنه، فقال: إن منكم


(١) وهو كما قال المؤلف رحمه الله، كما في «الخصائص ــ ضمن السنن الكبرى» (٨٤٠٣) فإنه فيه عن أبي ذر على الصواب.
(٢) «الخصائص ــ ضمن السنن الكبرى» (٨٤٨٨).