للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثًا: قد خالف هشامًا غيرُه في موت أبي هريرة، فقد قال ضمرة بن ربيعة وأبو معشر والهيثم بن عدي: مات سنة ٥٨. وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما: مات سنة ٥٩. زاد الواقدي أنه صلى على أم سلمة في شوال سنة ٥٩، ثم توفي بعد ذلك فيها.

وغلَّطه ابن حجر (١) في وفاة أم سلمة، وغلَطُه في ذلك لا يلزم منه غلطه في موت أبي هريرة، نعم رجح ابن حجر قول هشام ومن تبعه، ولكن ترجيحه لا يوجب أن يكون قوله حجة تبنى عليه الأحكام.

ثالثًا: قد استقرأتُ حديث أبي هريرة في "مسند أحمد"، فلم أجد لعراكٍ عنه إلا أحرفًا يسيرةً بمتونٍ قصيرة، والذي رأيتُه منها حديث: "ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة" (٢)، وحديث: "إن شرَّ الناس ذو الوجهين، يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ" (٣)، وحديث: "لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فإنه كفر" (٤)، وحديث: "من أدرك من الصلاة ركعةً فقد أدركها" (٥). فهذه الأربعة متون قصيرة كما ترى. والخامس: "خُثَيم بن عراك عن أبيه أن أبا هريرة قدم المدينةَ في رهطٍ من قومه والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بخيبر ... " (٦). وظاهر هذا الإرسال.


(١) "تهذيب التهذيب" (١٢/ ٢٦٦).
(٢) "المسند" (٢/ ٢٤٢، ٢٥٤ ومواضع أخرى).
(٣) "المسند" (٢/ ٣٠٧، ٤٥٥).
(٤) "المسند" (٢/ ٥٢٦).
(٥) "المسند" (٢/ ٢٦٥).
(٦) "المسند" (٢/ ٣٤٥).