للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل الإسلام، أو أنّ بعضها قديمٌ غُيِّر في الجاهلية، وبعضها قديمٌ غُيِّر في الإسلام.

وهذا ابن مُقْبِل وهو مخضرم، أدرك الجاهلية وعاش إلى زمن عمر، وخاصم إليه يقول:

وإذا رأى الوُرَّادَ ظلَّ بأَسْقُفٍ ... يومًا كيوم عَرُوبةَ المتطاولِ (١)

كذا أنشده ياقوت في "معجم البلدان" (أسقُف) (٢)، وهذا القُطامي، وهو شاعر إسلامي، يقول:

نفسي الفداءُ لأقوامٍ هُمُ خَلَطوا ... يومَ العَروبةِ أورادًا بأورادِ (٣)

ونقل المرزوقي في "الأزمنة والأمكنة" (٤) كلامًا عن الخليل، استشهد فيه بهذين البيتين. واستشهد بهما ابن دريد في "الجمهرة" (٥)، وزاد قوله:

يُوائِم رَهْطًا للعَروبة صُيَّما

وفي هذا أوضحُ دليل على أنّ تسمية هذا اليوم يومَ العروبة لم تنقطع قبل الإسلام؛ كما انقطع أوّلُ وأهونُ وبقية الستة.

وإنّما يُردُّ قولُ ابن حزم وموافِقيه (٦) ــ وهم الجمهور ــ لو ورد بنقلٍ


(١) انظر "ديوانه" (ص ٢٢١). وفيه: "الرُّوَّاد".
(٢) (١/ ١٨١).
(٣) "ديوانه" (ص ٨٨).
(٤) (١/ ٢٧١).
(٥) (١/ ٣١٩، ٣٢٠).
(٦) في الأصل: "وموافقوه".