للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع ذلك، فقد ثبت عن ابن مسعود اقتداؤه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض قيام الليل. وكذلك عن [ص ٢] ابن عباسٍ لمّا بات في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - . وسيأتي ما يشهد لذلك.

٨ ــ أن يكون في البيت.

ومن أدلته: حديث "الصحيحين" (١) وغيرهما عن زيد بن ثابت قال: "احتجرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُجَيرةً بخَصَفةٍ أو حصيرٍ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلّي فيها، قال: فتتبَّع إليه رجالٌ وجاءوا يُصلُّون بصلاته، قال: ثم جاءوا ليلةً فحضروا، وأبطأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، قال: فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم وحَصَبُوا الباب، فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُغضَبًا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ما زال بكم صنيعُكم حتى ظننتُ أنه سيُكْتَب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".

هذا لفظ مسلمٍ في الصلاة، باب "استحباب صلاة النافلة في البيت"، ونحوه للبخاري في "صحيحه"، في كتاب الأدب، "باب ما يجوز من الغضب".

والحديث وارد في قيام رمضان كما يأتي، وذلك قاضٍ بشمول الحكم له نصًّا، فلا يُقبَل أن يُخرَج منه بتخصيص (٢).


(١) البخاري (٦١١٣) ومسلم (٧٨١).
(٢) أتعجّب مما وقع في "فتح الباري" في باب التراويح: "وعن مالك ... وأبي يوسف وبعض الشافعية: الصلاةُ في البيوت أفضل، عملًا بعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - : "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة" [المؤلف].
راجع "الفتح" (٤/ ٢٥٢)، والصواب أنه متفق عليه من حديث زيد بن ثابت، كما ذكره المؤلف.