للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر مسلم رواية أخرى (١) قال في متنها: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حُجْرةً في المسجد من حصيرٍ، فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها لياليَ حتى اجتمع إليه ناسٌ، فذكر نحوه وزاد فيه: "ولو كُتِبَ عليكم ما قمتم به".

وهذه الرواية في "صحيح البخاري" (٢) في كتاب الاعتصام، "باب ما يُكْره من كثرة السؤال، ومن تكلُّفِ ما لا يعنيه وقوله تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: ١٠١]، وفيها بعد قوله: "ليالي": "حتى اجتمع إليه ناسٌ، ففقدوا صوتَه ليلةً، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: "ما زال بكم الذي رأيتُ من صنيعكم حتى خشيتُ أن يُكْتَب عليكم، ولو كُتِب عليكم ما قمتم به، فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم؛ فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".

وفي رواية للبخاري (٣) في كتاب الصلاة، في "باب صلاة الليل" قُبيلَ "أبواب صفة الصلاة": "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حجرةً ــ قال: حسبتُ أنه قال: من حصيرٍ ــ في رمضان، فصلَّى فيها لياليَ، فصلَّى بصلاته ناسٌ من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد ... ".

علَّل أمرهم بالصلاة في البيوت بأنها في غير المكتوبة خير وأفضل،


(١) رقم (٧٨١/ ٢١٤)
(٢) رقم (٧٢٩٠).
(٣) رقم (٧٣١).