للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: البقاء في المسجد الذي حولها (١).

الثالث: البقاء على سمت الموضع الذي هو عليه.

فقد تقدّم في حديث ابن عباس وأسامة رضي الله عنهم قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاته إلى المقام: "هذه القبلة".

قال ابن حجر في "الفتح" (٢): "الإشارة إلى الكعبة ... أو الإشارة إلى وجه الكعبة، أي: هذا موقف الإمام ... ".

وفي "المسند" (ج ٥ ص ٢٠٩) في حديث أسامة: "ثمّ خرج، فأقبل على القبلة، وهو على الباب، فقال: "هذه القبلة، هذه القبلة" مرّتين أو ثلاثًا".

فقد يُجمَع بين الرّوايتين بأنّه قال هذه الكلمة "هذه القبلة" عند خروجه، ثم قالها عقب صلاته.

فتكون الأولى إشارة إلى الكعبة، والثانية إشارةً إلى موقف الإمام.

وهذا الثاني محمولٌ على الندب كما في "الفتح" (٣)، وهو ظاهر.

وجرى العمل على اختيار وقوف الإمام على ذاك السَّمت: إمّا خلف المقام، وإمّا أمامه.

وبعد كثرة الناس وتضايق ما خلف المقام، بقي العمل على اختيار وقوف الإمام قُدّام المقام.


(١) ما زيد في المسجد القديم فله حكمه، كما يصح فيه الطواف وغير ذلك. [المؤلف].
(٢) (١/ ٥٠١).
(٣) (١/ ٥٠٢).