للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن السَّريِّ السقطي (١) فيما حكاه الجنيد عنه، قال: ما أرى لي على أحد فضلًا، قيل: ولا على المخنثين، قال: ولا على المخنثين (٢).

وعنه فيما حكاه الجنيد أيضًا عنه قال: ما أحب أن أموت بحيث أُعْرَف، أخاف أن تقذفني الأرض، فأفتضح (٣).

قال الجنيد: وسمعت سَريًّا يقول: إني لأنظر إلى أنفي كلَّ يوم مرتين مخافة أن يكون قد أسودَّ وجهي (٤).

وعن أبي عبد الله البراثي (٥) قال: حملتنا المطامع على سوء الصنائع، نذلّ لمن لا يقدر لنا على ضرٍّ ولا نفع، ونخضع لمن لا يملك لنا رزقًا، ولا موتًا ولا حياة، ولا نشورًا، وكيف أزعم أني أعرف ربي حق معرفته، وأنا أصنع ذلك، هيهات هيهات (٦).


(١) السري بن المغلس السقطي، أبو الحسن البغدادي، الإمام القدوة شيخ الإسلام، ولد في حدود الستين ومائة، وتوفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: سبع وخمسين. انظر: تاريخ بغداد ٩/ ١٨٧، سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٨٥.
(٢) انظر: طبقات الصوفية ص ٥٣، حلية الأولياء ١٠/ ١٢٤، صفة الصفوة ٢/ ٣٧٥.
(٣) انظر: شعب الإيمان ٣/ ١٦٩، ح ٦٩٢، حلية الأولياء ١٠/ ١١٦، صفة الصفوة ٢/ ٣٧٦.
(٤) انظر: شعب الإيمان ٣/ ١٦٩، ح ٦٩١، حلية الأولياء ١٠/ ١١٦، صفة الصفوة ٢/ ٣٧٦.
(٥) محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البراثي، كان كثير البر والإحسان، وكان صديق بشر بن الحارث. اللباب ١/ ١٣١.
(٦) انظر: حلية الأولياء ١٠/ ٣٢٣، صفة الصفوة ٢/ ٣٨٩.