للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنه أنه قال: ربّما مثل لي رأسي بين جبلين من نار، وربما رأيتُني أهوي فيها حتى أبلغ قرارها، وكيف تهنأ الدنيا مَنْ كانت هذه صفته (١).

وعنه أنه قال: إنما ارتفعوا بالخوف، فإن ضيَّعوا نزلوا، وينبغي للعاقل وإن بلغ أعلى درجة [٨١ ط] أن يُفَزِّع (٢) قلبَه بأسفل درجة من ذكر الموت في المقابر والبعث (٣).

وعنه أنه قال: ليس العبادة عندنا أن تَصُفَّ قدميك وغيرُك يَفُتُّ لك، ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبَّد، ولا خير في قلب يتوقَّع قَرْعَ الباب يتوقَّع إنسانًا يجيئه يعطيه شيئًا (٤).

وقال أحمد بن أبي الحواري (٥): قلت لأبي سليمان: إن فلانًا وفلانًا لا يقعان على قلبي، قال: ولا على قلبي، ولكن لعلّنا أُتِينا من قلبي وقلبك، فليس فينا خير، وليس نحبُّ الصالحين (٦).

وعن الجنيد أنه قال: لولا أنه يُروى أنه يكون في آخر الزمان زعيم القوم أرذلهم؛ ما تكلَّمت عليكم (٧).


(١) انظر: حلية الأولياء ٩/ ٢٦١، صفة الصفوة ٤/ ٢٢٧.
(٢) أي: يخوِّف.
(٣) انظر: صفة الصفوة ٤/ ٢٢٧.
(٤) انظر: حلية الأولياء ٩/ ٢٦٤، صفة الصفوة ٤/ ٢٣٠.
(٥) هو أحمد بن عبد الله بن ميمون، شيخ أهل الشام، إمام زاهد عالم، توفي سنة ٢٤٦ هـ. حلية الأولياء ١٠/ ٥، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٨٥.
(٦) انظر: حلية الأولياء ٩/ ٢٦٢ - ٢٦٣، صفة الصفوة ٤/ ٢٣٢.
(٧) انظر: حلية الأولياء ١٠/ ٢٦٣، صفة الصفوة ٢/ ٤٢٠. وعبارة: «وكان زعيم القوم أرذلهم» وردت في حديثٍ ضعيفٍ أخرجه التِّرمِذيِّ في كتاب الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، ٤/ ٤٩٤، ح ٢٢١٠، ضمن خمس عشرة خصلةً إذا فعلتها الأمَّة حلَّ بها البلاء، وقال التِّرمِذيُّ: (هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه من حديث عليِّ بن أبي طالبٍ إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تكلَّم فيه بعض أهل الحديث وضعَّفه من قبل حفظه ... ). وانظر كلام الأئمَّة في تضعيفه في السلسلة الضعيفة ٣/ ٣١٢ - ٣١٣، ح ١١٧٠.