للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: سمعت أبي، وذكر هذا الحديث؛ فقال أبي: ليست هذه الكلمة محفوظة؛ هي من تخاليط ابن عجلان (١).

قلت: ابن عجلان ثقةٌ عندهم؛ ولكن حكى عنه القطَّان حكايةً (٢) تدلُّ على سوء حفظه في الجملة، وعلى تدليس.

وفي "الميزان" (٣): قال الحاكم: أخرج له مسلمٌ في كتابه ثلاثة عشر حديثًا كلها شواهد، وقد تكلَّم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه.

وقال الذهبي (٤): وقد روى عن أنس؛ فما أدري هل شافه أنسًا، أو دلَّس عنه.

[ص ٦١] وذكره الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلِّسين" (٥) في الطبقة الثالثة في من أكثر من التدليس؛ فلم يحتجَّ الأئمة من أحاديثهم إلَاّ بما صرَّحوا فيه بالسماع. وقال: وصفه ابنُ حبان بالتدليس.

وذكر البيهقي (٦) أنَّ خارجة بن مصعب ويحيى بن العلاء الرازي تابعا ابن عجلان، وهذا لا يفيد؛ فإنهما هالكان. ولعلَّ ابن عجلان دلَّس الحديث عن أحدهما أو غيرهما.


(١) المصدر السابق.
(٢) انظر "تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٤٢).
(٣) (٣/ ٦٤٤).
(٤) في "الميزان" (٣/ ٦٤٧). وقال في "السير" (٦/ ٣١٨): "قيل إنه روى عن أنس بن مالك، وذلك ممكن إن صح".
(٥) (ص ١٤٩ - ١٥٠).
(٦) في "السنن الكبرى" (٢/ ١٥٧).