للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد حقَّق في "تهذيب التهذيب" (١) أنَّ الذي روى عنه الزهري اسمه عمارة بن أكيمة، ولم يرو عنه غير الزهري، وأما الذي روى عنه مالك ومحمد بن عمرو؛ فذاك حفيده عَمْرو بن مسلم بن عمارة.

أقول: والحق أنه وإن لم يرو عنه إلَاّ ابن شهاب؛ فإنَّ ذلك مع شهرة الرجل كافٍ في معرفته، رافع لجهالة عينه، وتبقى جهالة حاله.

وقد قال ابن معين: كفاك بقول الزهري: سمعت ابنَ أُكيمة يحدِّث سعيدَ بن المسيِّب.

وقال الدوري عن يحيى: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث مقبول؛ كذا في "تهذيب التهذيب" (٢).

وقال صاحب "الجوهر" (٣): "صحيح" بدل: "صالح".

وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤)، وأخرج له في "صحيحه" (٥)، وإن خبط في اسمه ونسبه، وزعم أنَّ حفيده أخوه. وحسَّن الترمذيُّ حديثَه.

ومنشأ ما قاله هؤلاء أمران:

الأول: أنَّ الزهري سمعه يحدِّث سعيد بن المسيِّب؛ فاستدلَّ ابن معين


(١) في الموضع السابق.
(٢) (٧/ ٤١٠، ٤١١).
(٣) (٢/ ١٥٨). وفي "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٦٢) كما في "الجوهر النقي".
(٤) (٥/ ٢٤٢).
(٥) (٥/ ١٥٩). قال: "اسم ابن أُكيمة: عمرو بن مسلم بن عمّار بن أُكيمة، وهما أخوان: عمرو بن مسلم وعمر بن مسلم". وهذا خطأ لم يوافقه عليه أحد.