للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحابيِّ يحتمل التأويل.

واعلم أن المشركين كانوا يقولون ما معناه: بنات الله التي (١) يقال لهن: "ملائكة" آلهتنا يشفعن لنا, كما سيَبِينُ لك من تدبُّر هذه الآيات، وسنوضحه إن شاء الله تعالى في الكلام على العبادة.

وتلك مقالة متضمِّنة خمسة أشياء:

الأول: اتخاذ إله من دون الله.

الثاني: نسبة الولد إلى الله.

الثالث: جعل ذلك الولد أنثى.

الرابع: زَعْمُ أن الملائكة إناث.

الخامس: دعوى أن لهم شفعاء يشفعون لهم.

ولهذا قلَّما ينعى الله تعالى عليهم شيئًا من هذه الأمور إلا أردفه بالباقي. فتحقَّقْ هذا المعنى تتضحْ لك الآيات على وجهٍ يتَّفق مع بلاغة القرآن إن شاء الله تعالى.

[س ٤١/ب] وقال تعالى في سورة مريم: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) ... يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٨٧) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) ... إِنْ


(١) كذا في الأصل.