للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«ذو» أصله عند سيبويه (١) ذَوَىٌ كجبلٍ، وعند الخليل (٢) «ذوّ» بشد الواو. هـ «حاشية الخضري على ابن عقيل على ألفية ابن مالك» (٣).

تنبيهٌ: مذهب سيبويه أن «ذو» بمعنى صاحب وزنها فَعَلٌ بالتحريك، ولامها ياء فهي ذوي لا نقلاب لامها ألفًا في نحو: ذواتا، وقيل في تثنيتها أيضًا ذاتا بلا ردِّ اللام، والأكثر ذواتا ــ كما في التسهيل (٤) ــ وأما الثاني فلأن يائيَّ اللام أكثر من واويِّه فأصله ذَوَى حذفت لامه اعتباطًا ونُقِلت حركات الإعراب إلى الواو، وحُرّكت الذالُ بحركة الواو اتباعًا لها، ثم في حال الرَّفع حذفت ضمة الواو للثقل فبقي «ذو»، وفي حال النصب قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فبقِيَ «ذا»، وفي حال الجرّ حذفت كسرة الواو للنقل فوقعت الواو متطرفة إثر كسرة فقلبت ياءً فقيل: «ذي».

فإن قلتَ: لا وجه للنقل والاتباع في حال النصب لفتح الواو والذال فتحًا أصليًا؟


(١) أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، الإمام المشهور، أخذ النحو عن الخليل ويونس، وأخذ اللغات عن أبي الخطاب الأخفش، توفي سنة (١٨٠ هـ)، وقيل غير ذلك.
انظر: أخبار النحويين البصريين للسيرافي (ص ٦٣)، وطبقات الزبيدي (ص ٦٦).
(٢) أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد البصري الفراهيدي، اللغوي النحوي العروضي الزاهد الإمام المعروف، درس على أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه سيبويه والنضر وجماعة، توفي رحمه الله سنة (١٦٠ هـ)، وقيل غير ذلك.
انظر: نزهة الألبا لابن الأنباري (ص ٤٩).
(٣) انظر حاشية الخضري (١/ ٤٥).
(٤) راجع شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٠٤).