للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس من يشكو إلى أهله طول الكرى ... مثل من يشكو إلى أهله طول السهر

سحَّ لما نَفد الصبر منه أدمعًا ... كجُمانٍ خانه سِلْكُ عِقْدٍ فانتشرْ

لا تَلُمْهُ إنْ شكى ما يلاقي أو بكى ... وامتحِنْ باطنَه بالذي مِنْهُ ظَهَرْ

وقبلها:

إنَّه لو ذاق للحبِّ طعمًا ما هَجَرْ ... كل عِزٍّ في الهوى أنت منه في غَررْ

وقول السلكة ترثي ولدها ــ والظاهر أنها من مشطوره (١) ــ:

طاف يبغي نجوةً ... من هلاكٍ فَهَلكْ

ليتَ شعري ضلةً ... أيُّ شيءٍ قتلكْ

أمريضٌ لم تُعَدْ ... أمْ عدوٌ خَتَلكْ

أمْ تولَّى بك ما ... غَال في الدهر السُّلَكْ

والمنايا رَصَدٌ ... للفتى حيث سَلَكْ

أيُّ شيءٍ حسنٍ ... لفتىً لم يكُ لَكْ

كلُّ شيءٍ قاتلٌ ... حينَ تلْقى أجَلكْ


(١) قال التبريزي في شرح الحماسة (٢/ ١٩١) بعد ذكر الأبيات: "من مشطور المديد، والقافية متراكب قال أبو العلاء: هذا الوزن لم يذكره الخليل ولا سعيد بن مسعدة، وذكره الزجاج، وجعله سابعًا للرمل، وقد يحتمل أن يكون مشطورًا للمديد". اهـ. والأبيات اختلف في قائلها فنسبت للسلكة، ولأمِّ تأبط شرًا، ولامرأةٍ من العرب، وقيل لأخت تأبطَ شرًا، وقيل: هذا شعر قديم لا يعرف قائله.
راجع شرح حماسة أبي تمام للأعلم الشنتمري (١/ ٥٣٦).