للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: صَرَفَه عنّي بالقتل، وهو كثير.

قال أبو الفتح في كتاب التمام: "أحسب لو جُمِعَ ما جاء منه لجاء منه كتاب يكون مِئينَ أوراقًا ... " (١) اهـ.

وقد استوفيت القاعدة إيثارًا للفائدة، والتضمين سماعيٌّ على الصحيح فلا يقاس عليه (٢).

ولا يكفي في السماع كلمةٌ واحدةٌ مُتَكلَّمٌ في نسبتها (٣)، ولو فرضنا


(١) كلام أبي الفتح عثمان ابن جني ت (٣٩٢ هـ) قد كرره في أكثر من موطن في كتبه ففي الخصائص تعرّض لهذا كما في (٢/ ٣٠٩)، وفي المحتسب (١/ ٥٢)، وكذا في إعراب الحماسة كما أفاده البغدادي.
(٢) قال ابن هشام في تذكرته: "والحقُّ أنَّ التضمين لا ينقاس".
نقله السيوطي في الأشباه (١/ ٢٢٥)، وقال الأزهري في التوضيح (١/ ٣٤٦): "واختلف في التضمين أهو قياسيٌّ أم سماعي، والأكثرون على أنه قياسي، وضابطه أن يكون الأول والثاني يجتمعان في معنىً عام. قاله المرادي في تلخيصه". اهـ. واختار يس في حاشيته على التوضيح (٢/ ٤) كونه سماعيًا.
(٣) يشير المعلمي إلى مسألة صحة نسبة كتاب نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ وقد سبق أنْ قال: "وإذا صحت نسبتها إلى أمير المؤمنين" وقد بيَّن العلماء قديمًا أنَّ الكلام الموجود في نهج البلاغة موضوع على علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٨٨) في ترجمة المرتضى ــ أخي الرضي ــ: "قلت: هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي ــ رضي الله عنه ــ ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطلٌ وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟ وقيل: بل جمع أخيه الرضي" اهـ.