وأين الدليل الذي ثبت حتى أعوِّل عليه؟ بل (١) قد ثبت على جهل المعاند.
وأمَّا قول العارفين:"قرأتُ العلم ... " إلخ، فإنَّما لفظه:"طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله"، وهذا الشاهد لم يظهر لي وجه الاستشهاد به حتى أتكلَّم عليه.
وأمَّا قولك:"إني قصدتُ بإنشادي الإعجاز والمبارزة" فما قصدتُ به إلا تطهير المسامع عما قرعها، وتنشيط الرؤوس عمَّا صدَّعها، ومَحْوًا لما قد يتشاءم به.
وأمَّا كون أبياتي ليست على غايةٍ من المدح فهذا كلامُ حاسدٍ لا يبالي بما يقول.
وهذه أبياتي:
دَعْني من الغِيدِ ما للصِّيد والغيد ... وقُم نُهنِّي إمامَ الحقِّ بالعيدِ
مَولايَ يَهْنؤك العيد السعيدُ فَدُمْ ... في خير عَيشٍ بتوفيقٍ وتسديدِ
وقولك:"من حيث إنَّه ما مِن أحدٍ إلا ويُهنّى بالعيد حتى العبد المملوك، ولا فَضْلَ يُرى للممدوح بذلك"؛ فإنَّما التهنئة بالعيد تهنئةٌ بالعافية والسرور والحبور وامتداد العمر في طاعة الله فيه، والتهنئة بذلك أمرٌ لا ينكره ذو بصيرة، وكما أنَّ الدعاء بالعافية وسؤال العافية يستوي فيه الملوكُ
(١) أشار د/عبد الله أبو داهش إلى أنَّ أصلها في المخطوط: (بلا) وصوَّبها إلى (بل) ولعلها (بلى) لأنَّ الشيخ المعلمي كثيرًا ما يرسم الألف المقصورة برسم الألف الممدودة كما هو سائر في خطوط بلاده.