للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل كثير من هذه جاءت في صفحتين فقط. وأطولهن خطبة العيد (٢٣) التي استغرقت ثماني صفحات، وتبقى عشر خطب، نصفهن في أربع صفحات والنصف الآخر في خمس إلى ستِّ صفحات.

وقد ذكَّرنا حديثُ الطول والقصر هذا برسالة (١) للشيخ كتبها إلى "العلامة الهمام علم الإسلام السيد صالح بن محسن الصيلمي"، وذكر فيها أولا أن "الأولى في خطبة الجمعة قصرها ما أمكن اتباعًا للسنة ورفقًا بالمؤمنين، فإن فيهم من يشقُّ عليه القعود في مقام واحد مع ازدحام الناس ... ".

ثم أشار إلى السيد الإدريسي قائلًا: "كيف؟ ومولانا أيده الله تعالى وأولاد عمه وأعوانه كلهم تنالهم المشقة لإضرار الحر مع الازدحام بهم".

ثم أوصاه بأن تكون الخطبة قصيرة، و"لتبلغ الأولى قدر سورة الفجر، والأخرى أقصر".

وبعد ذلك أورد ــ على سبيل المثال ــ عن الجاحظ (٢) خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس إن لكم معالم ... الجنة أو النار".

هذه الرسالة غير مؤرخة، فلا ندري أهي متزامنة مع خطب الشيخ أم لا. وكان للشيخ أن يمثل لمقدار الخطبة بسورة ق، فقد ورد في حديث أخت عمرة بنت عبد الرحمن في صحيح مسلم (٨٧٢) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بسورة ق والقرآن المجيد في كل جمعة؛ ولكن لعله مثَّل بسورة الفجر نظرًا


(١) هي ضمن مجموعة الرسائل المتبادلة.
(٢) انظر البيان والتبين (١/ ٣٠٢).