للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١١/ب] وقد جعله الله تعالى شفيقًا بالمسلمين؛ رفيقًا بالضعفاء والمساكين. فهنيئًا لنا بوجوده، وبُشرى لنا بفضله وجوده. وإنَّه لواجبٌ على كلِّ مسلمٍ نصرتُه بما قدَرَ عليه، والدعاءُ له بالتأييد والتوفيق. فنقول: أيَّده الله ووفَّقه، وأرشَد العالمين لمتابعته. آمين.

ألا، وإنَّ أبلغَ كلامٍ تذوبُ له القلوبُ، وتنزجر به الأفئدةُ، وترجُف له البوادرُ= كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو كلامُ مَن لا تبلغ العالمون حقيقةً مِن وصفِه. والله سبحانه تعالى يقول ــ وهو العليم الحكيم ــ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (٣) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: ١ - ٥].

الحديث: قال - صلى الله عليه وسلم - (١): "ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين" (٢).


(١) نقل أولًا هنا حديث: "ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر [أهل] باطلها على [أهل] حقها" ثم قال: وعنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أخاف على أمتي ... " الحديث. ثم ضرب على الحديث الأول، وأبقى مقدمتيهما. وكذا ورد الحديث في هذه الخطبة بعد الآيات خلافًا للخطب الأخرى.
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٨٦٩) من حديث أبي هريرة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤٠٩): "ورجاله ثقات". وضعَّفه الألباني في "الضعيفة" (١٩٩٤).