للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعلموا ــ رحمكم الله ــ أنَّ هذا اليومَ للصدقةِ فيه أجر عظيم، فأكثِرُوا فيه من الصدقات على الفقراء والمساكين، ولاسيَّما من كان من قَرابتكم، فإنَّ صلةَ الرحم من أهمِّ المشروعات.

واذكروا ما رواه الشيخان في صحيحيهما (١) عن أبي بكرة قال: خطَبَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ النحر، قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقَ الله السماوات والأرض. السنةُ اثنا (٢) عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثٌ (٣) متوالياتٌ: ذو القعدة والحجة (٤) والمحرَّم، ورجبُ مُضَر الذي بين جُمادى وشعبان" وقال: "أيُّ شهرٍ هذا؟ " قلنا: الله ورسولُه أعلم. فسكتَ حتَّى ظننَّا أنه سيسمِّيه بغير اسمه. فقال: "أليس ذا الحِجَّة؟ " قلنا: بلى. قال: "أيُّ بلدٍ هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكَتَ حتَّى ظَننَّا أنَّه سيسمِّيه بغير اسمه. قال: "أليس البلدةَ؟ ". قلنا: بلى. قال: "فأيُّ يومٍ هذا؟ ". قلنا: الله ورسوله أعلَم. فسكت حتَّى ظننَّا أنه سيسمِّيه بغير اسمه. قال: "أليس يوم النحر؟ " قلنا: بلى. قال: "فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. وستلقَون ربَّكم، فيسألُكم عن أعمالكم. ألا، فلا ترجعوا بعدي ضُلَّالًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعض. ألا، هل بلَّغتُ؟ " قالوا: نعم. قال: "اللهمَّ اشهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعَى من سَامعٍ".


(١) البخاري (٤٤٠٦)، مسلم (١٦٧٩).
(٢) رسمها في الأصل: "اثني".
(٣) كذا في الأصل.
(٤) كذا في الأصل.