للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتبروا بمن مضى قبلكم، أصبحوا وبيوتُهم (١) خالية خاوية، وأجسادهم رممٌ تحت التراب بالية. وهم على ما قدَّموا (٢) لابثون، وبما عمِلوا معامَلون: إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ (٣).

وفَّقني الله وإياكم لخير الأعمال، وخَتَم لنا بالحسنى، إنَّه جواد كريم.

الحديث: عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّه خطَبَ يومًا، فقال في خطبته: "ألا، إنَّ الدنيا عَرَض حاضر، يأكل منه البَرُّ والفاجر، ألا، وإنَّ الآخرةَ أجَلٌ صادق، ويقضي فيها ملِكٌ قادر. ألا، وإنَّ الخيرَ كلَّه بحذافيره في الجنة. ألا، وإنَّ الشرَّ كلَّه بحذافيره في النار. ألا، فاعملوا وأنتم من الله على حذَر. واعلموا أنَّكم معروضون على أعمالكم، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧ - ٨] " (٤).

هذا، وإن الله (٥) سبحانه وتعالى يقول: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ


(١) في (ل ٥٢/ب): "من الأمم الذين أصبحت بيوتهم ... ".
(٢) في (ل ٥٢/ب): "فعلوا".
(٣) في (ل ٥٢/ب) زيادة نحو سطرين، وقد ألحقها مع ما سبق في الحاشية اليمنى ممتدَّةً إلى أسفل الورقة، فضاع ما كان في الحاشية وجزء مما في أسفل الورقة للتمزق والقطع.
(٤) أخرجه الشافعي في "مسنده" (٢٩٢) عن عمرو مرسلًا. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢١٦) عن شداد بن أوس بإسناد ضعيف. فيه عبيد بن كثير العامري التمار وهو متروك. انظر "لسان الميزان" (٥/ ٣٦٠).
(٥) في (ل ٥٢/ب): "وإن أبلغ الكلام كلام الله ... ".