اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ على سيِّدنا محمدٍ أكملِ الخلق خَلْقًا، وتخلُّقًا بكل خُلُقٍ كريم، سيِّدِ العالمين وأشرفهم الذي سمَّيتَه من أسمائك بالرؤوف الرحيم. وعلى آله الأطهار المقيمين بعدَه على صراطك المستقيم، وعلى صحابته الأبرار، الذين فضَّلتَهم على حَواريِّ المسيح ونُقَباء الكليم. {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: ٢٠ - ٢٢].
أما بعد، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقواه، والمحافظةِ على عبادته فإنَّها غرضُ المؤمن من دنياه؛ والعملِ للمعاد، فالسعيدُ من تجوَّز في [الدنيا] ولم يؤثرها على أخراه؛ وعمارةِ المساجد بالعبادة فإنَّها رياضُ مَن أسعده الله، وأقفاصٌ على من أشقاه. {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: ١٨].
عبادَ الله، عليكم بالصلاة، فإنَّها أمانُ المؤمنين. عليكم بفرائضها فهي الواسطة بين المؤمنين والكافرين. عليكم بإتمام أركانها، وإلَّا فليس لكم إلا العناء، وأنتم من الظالمين. عليكم بإتمامِ سُنَنِها، فإنَّها تزكيتها؛ وأكثِرُوا منها فإنَّها تَتمتها {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف: ٥٥].
واحذروا معاصيَ الله تعالى، فإنَّها سببُ فَناء الظالمين. فهي في الدنيا تُعجِّل الهلاكَ، وتُوجِبُ في الآخرة العذابَ المُهين. المعاصي هي النار، وأصحابُها من المهلَكين. فاحذَروها، ولا تُلقوا بأنفسكم إلى التهلكة إن