للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأعيانها؟ [] ما تظنه من ذلك البناء المهدوم.

فيا ترى ربَّك تعالى إذا أحذَرَ وأنذر، وخوَّفَ وبشَّر، ووعَدَ وأوعَدَ، وقرَّبَ وأبعَدَ، وأنزلَ الكتابَ، وأرسَلَ الرُّسلَ ليُفهِمونا الخطابَ، [لماذا يُعذِّب] (١) ويُنعِم؟ لماذا يُهين ويُكرم؟ لماذا اتَّصَفَ بالعدل والغفران، والرحمة والعفو والرضوان؟ لماذا وَعَد بالثواب وأوعَدَ بالعقاب؟ لماذا أمَرَ وزَجَر؟ لماذا نَهى ونَهَر؟ فأين أنتم من قوله تعالى في كتابه المصون: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: ١١٨]. فإياكم وأن تقولوا ذلك، أو يقدَم بكم الشيطانُ على ما هنالك. وليتأدَّبْ كلٌّ منكم، ويعلَمْ أنّه مستحقٌّ للعقاب على معاصيه. وليرجُ عفو الله تعالى ورحمته، وليجتنبْ مناهيه.

وإياكم والتهاون بالصلاة، فإنها أحد أركان الإسلام، بل (٢) هي الإسلام. قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣].

وقال صلى الله وسلم عليه وآله: "عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاث، عليهن أُسِّسَ الإسلام، مَن ترك واحدة منهن، [فهو بها] كافر حلال الدم: شهادة ألَّا إله إلا الله]، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان" (٣).


(١) ظهرت الذال والباء.
(٢) تكررت "بل".
(٣) أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٢٣٤٩) عن ابن عباس قال الهيثمي في "المجمع" (١٤٠): وإسناده حسن.