الكتابُ والسنّة مَمْلُوآنِ بالتحريض عليه، والترغيب فيه، وذكرِ ثواب فاعليه، وشروطه مذكورةٌ في كتب الفقه.
فمِنْه فرضُ كفاية، كغزو الكفّار كلَّ سنةٍ إلى بلادهم بعد رعاية أمر الإمام، فإن تركه الإمام فَعَله الناسُ.
ومنه فرضُ عينٍ، مثل ما إذا دخل الكفّار بلدًا من بلادنا التي دخلت تحت أيدينا فواجبٌ على من فيها فرض عينٍ قتالُهم، حتى العَجَزة فعليهم الدَّفعُ بما أمكن، وعلى من حواليها إلى ثلاثة أيام ما لم تحصل الكفاية بدفعهم، فإذا حصلت الكفايةُ بدون الثلاثة الأيام فهو على الباقين فرضُ كفايةٍ، وكذلك هو على مَنْ فوقَ الثلاثة الأيام.
وهو بعد سقوط الفرضيّة سُنّة مؤكدة، بل هو أفضل الطاعات بعد الإيمان، وهو عِزُّ الإسلام وناموسُ المسلمين، وسببُ الترقّي، ولو عددنا فضائلَه لملأنا عِدّة مجلداتٍ، مع أنّ ما أعدّ الله للمجاهدين في الآخرة لا نهايةَ له، ممّا لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خَطَرَ على قلب بشر، وعلى تاركه ما عليه من الإثم، ويُجازى غدًا بما يُجازى به من العذاب.
فأين الإيمانُ؟ أين اليقين؟ أين التصديق بكلام الله تعالى؟ إنّا لله وإنّا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله. ما هذا الجهلُ الناشئ عن سوء اليقين؟ والخوف من القتل، الخوف من الشهادة، الخوف من بيع النفس لله تعالى وهي مِلْكُه، تفضَّل علينا بأن يشتري منّا مِلْكه بنعيم الآخرة الدائم، ثم نحن