وجلَّ، وأنزل عليهم ملائكته ليبلغوهم كلام ربهم وأمره، حتى يبلغوا عباده. والرسل معصومون في كلِّ ما يبلّغونه عن الله عزَّ وجلَّ، صادقون في ذلك كله، مع طهارتهم في أنفسهم، وصدقهم، ومحبتهم له عزَّ وجلَّ، وطاعتهم له.
وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - بلَّغ رسالة ربه، ونصح لخلقه، ولم يمت حتى بيَّن للناس دينهم. ولا يؤمن أحدٌ حتى يحبه - صلى الله عليه وسلم - أشدّ من محبته للأب والابن والنفس وغير ذلك.
وقد خصَّه الله عزَّ وجلَّ بالمقام المحمود، والشفاعة العظمى لأهل المحشر؛ ليخلصوا من ضيق المحشر، ويشرع في فصل القضاء.
وأسعد الناس بشفاعته - صلى الله عليه وسلم - مَن قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، يصدِّق قلبَه لسانُه، وعملُه لسانَه. وعلامة محبتك له - صلى الله عليه وسلم - : شدّة حرصك على طاعته فيما بلَّغه عن ربه عزَّ وجلَّ.
والإيمان بقَدَر الله عزَّ وجلَّ، فقد قدَّر سبحانه كل ما هو كائن، ثم بيَّن لعباده ما يقرِّبهم إليه، وما يبعدهم عنه؛ لما أرشدهم بعقولهم إلى ما ينفعهم في دنياهم، وما يفرحهم فيها، ثم جعل لهم من التمكين والاستطاعة ما جعل. فالإنسان متمكِّن مستطيع أن يؤمن وأن يكفر، وأن يطيع وأن يعصي، وأن يسعى فيما ينفعه، أو فيما يضره، أو يدع السعي. فمن اختار الخير فهو السعيد الموفَّق، ومَن اختار الشرّ فهو الشقي الموبَق. وقد قدَّر الله هذا وهذا، وله الحجّة البالغة على هذا وهذا.