الأولى: قال ابن مالك: " ... ويؤيد ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم".
كذا ورد "قول ابن عباس" في الطبعة المصرية (ص ٨٦) الصادرة عن الطبعة الهندية (ص ٥٨)، وفي الطبعتين العراقية (ص ١٤٥) والشامية (ص ١٣٦). وذلك يدل على اتفاق النسخ، وأنه كذا وقع في أصل المصنف.
علَّق الشيخ المعلمي على هذا الموضع بقوله:"المعروف أنه قول ابن مسعود كما في الصحيح" يعني: كما ورد صريحًا في الحديث الذي قبله (٤٨١٦)، وإن لم يكن فيه الشاهد.
وقد رجع المحققون الثلاثة إلى صحيح البخاري لتخريج الحديث، فأحال الأولان على الكتاب والباب، والثالث على رقم الحديث (٤٨١٧)، وذهب عليهم جميعًا أنه من قول ابن مسعود ــ كما ذكر الشيخ المعلمي ــ لا قول ابن عباس.
ولعل سبب الوهم أن ابن مالك لم يرجع إلى كتاب التفسير (٤٨١٧) ليجد التصريح باسم ابن مسعود في الحديث الذي قبله (١٤١٦)، بل كان مصدره كتاب التوحيد (٧٥٢١)، وفي سنده:" ... عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله"، فوهم، وصدَّقه المحققون الثلاثة، ولم يفطنوا لوهمه مع رجوعهم إلى كتاب التفسير. والشيخ المعلمي عالم ومحدِّث، لا "محقق" فقط، فلايخفى عليه مثل هذا الحديث من أحاديث الصحيحين والسنن. وقد ورد بلفظ الشاهد في صحيح مسلم (٧٢٠٥)، وجامع الترمذي