للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أزهر الحرازيّ، ثم ساق بإسناده إلى أزهر، قال: كنت في الخيل الذين سَبَوا أنس بن مالك، فأتينا به الحجّاج وذكر ابن الجوزيّ، عن الأزديّ، قال: يتكلمون فيه. قال الحافظ: لم يتكلّموا إلا في مذهبه. روى له البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والمصنف، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا، وأعاده في "كتاب الاستعاذة" برقم (٥٥٣٥) وحديث رقم (٤٨٧٤).

٥ - (عاصم بن حُمَيد) السكوني الحمصيّ، صدوق مخضرم [٢] ١٠٢/ ١٠٤٩.

٦ - (عائشة) أم المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنها - ٥/ ٥. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالحمصيين غير شيخه، فنيسابوريّ، ثم بغداديّ، وزيد بن الحباب، فكوفيّ، وعائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، فمدنيّة. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، وفيه عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - من المكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عَاصِم بْنِ حُمَيْدٍ) السكونيّ، أنه (قَالَ:، سَأَلْتُ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنها - (بِمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) "ما" استفهامية، ولم تحذف ألفها مع كونها مجرورة على قلّة، وفي نسخة: "بما كان يستفتح قيام الليل؟ -يعني النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - (يَسْتَفْتِحُ) السين، والتاء زائدتان للتوكيد. ولفظ أبي داود: بأيّ شيء كان يفتتح رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قيام الليل؟ (قِيَامَ اللَّيْلِ؟) أي صلاة الليل، ففيه إطلاق العام الذي هو قيام الليل، وإرادة الخاصّ، وهو الصلاة.

(قَالَتْ: لَقَدْ سأَلْتَني عَنْ شَيْءِ، مَا سأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ) جملة معترضة بين السؤال والجواب، والغرض منه تحسين السؤال، وتنشيط السائل بالثناء عليه (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يكَبِّرُ عَشْرًا) قال السندي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي مع تكبيرة التحريم، أو بعده، وأما أنه كان يقول قبل الشروع في الصلاة فبعيد انتهى. (وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا) تعني أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة ليلاً، وكبّر تكبيرة الإحرام، قال: "اللَّه أكبر" عشرًا، "والحمد للَّه" عشرًا، "وسبحان اللَّه" عشرًا، و"لا إله إلا اللَّه" عشرًا، و"أستغفر اللَّه" عشرًا (وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي) أي من البلاء الحسيّ والمعنويّ في الدنيا والآخرة (أَعُوذُ بِاللَّهِ) أي أتحصّن باللَّه تعالى، وألتجىء إليه (مِنْ ضِيقِ الْمَقَام) من ضاق الشي ضَيقًا، من باب سارَ، والاسم الضِّيق بالكسر: