للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التزعفر للرجال". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".

٤٤ - (فِي الْخَلُوقِ لِلْمُحْرِمِ)

٢٧٠٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَقَدْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ, وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ, وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِخَلُوقٍ, فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ, فَمَا أَصْنَعُ؟ , فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَا كُنْتَ صَانِعًا فِي حَجِّكَ؟ (١)» , قَالَ: كُنْتُ أَتَّقِي هَذَا, وَأَغْسِلُهُ, فَقَالَ: «مَا كُنْتَ صَانِعًا فِي حَجِّكَ, فَاصْنَعْهُ فِي عُمْرَتِكَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه "محمد بن منصور": وهو الجوّاز المكيّ فإنه من أفراد المصنّف وهو ثقة. و"سفيان": هو ابن عيينة. و"عمرو": هو ابن دينار. و "عطاء": هو ابن أبي رباح.

وقوله: "وعليه مقطّعات" قال النوويّ: بفتح الطاء المشدّدة، وهي الثياب المخيطة.

وقال في "النهاية": أي ثياب قصار؛ لأنها قطعت عن بلوغ التمام. وقيل: المقطّع من الثياب، كلّ ما يفصل، ويخاط، من قميص، وغيره، وما لا يقطّع منها كالأُزُر، والأردية انتهى (٢).

وقال السنديّ: المقطّع من الثياب المفصّل على البدن، أي الذي يفصّل أوّلاً على البدن، ثم يخاط، من قميص، وغيره (٣).

وقوله: "متضمّخ" بالضاد، والخاء المعجمتين: أي متلطّخ. وقوله: "بخلوق" -بفتح الخاء المعجمة، آخره قاف: طيّب معروف، مركّب، يتّخذ من الزعفران وغيره (٤).

وقوله: "ما كنت صانعًا في حجك؟! الأول استفهام، فلذا أجابه بقوله. "أتقي هذا الخ"، والثاني أمر له بأن يصنع في عمرته ما كان يصنعه في حجه. وهذا يدلّ على أن الرجل كان يعلم محظورات الحجّ، وإنما يجهل محظورات العمرة.


(١) - وفي نسخة: "في حجتك".
(٢) - "النهاية" ٤/ ٨١.
(٣) - "شرح السنديّ" ٥/ ١٤٢.
(٤) -"زهر الربى" ٥/ ١٤٢ - ١٤٣.