للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن حزم، وابنيه عبد اللَّه، ومحمد، ويزيد بن عبد اللَّه بن أسامة، وابن شهاب عندهم يحدّثه، عن عبد اللَّه بن يزيد، قال: رأيت النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - استسقى، فذكر الحديث، قال: ثم صلى ركعتين، يجهر فيهما بالقراءة، فكبر في الركعة الأولى سبعا، وفي الآخرة خمسًا، يبدأ بالتكبير قبل القراءة في الركعتين كليهما. ويزيد بن عياض بن جُعدُبة المدني متروك، لا يحتجّ به.

وروي خلاف هذا من رواية حسين بن عبد اللَّه بن عطاء، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس، أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - صلى في الاستسقاء في كل ركعة تكبيرةٌ، وخَطَبَ قبل الصلاة، وقَلَبَ رِدَاءَهُ لمّا دعا. أخرجه أبو القاسم البغوي، والترمذي في "كتاب العلل" مختصرا، وقال: سألت البخاري عنه؟ فقال: هذا خطأ، وعبد اللَّه بن حسين منكر الحديث، روى مالك وغيره، عن شريك، عن أنس أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - استسقى، ليس فيه هذا.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه اللَّه تعالى-: يشير البخاريّ إلى حديث الاستسقاء في الجمعة، وهذا المتن غير ذلك المتن، فإن هذا فيه ذكر صلاة الاستسقاء، والخطبة لها، وقلب الرداء في الدعاء، لكنه غير محفوظ عن شريك، عن أنس انتهى. (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٤ - (بَابُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ)

١٥٢٢ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ, عَنْ عَمِّهِ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - خَرَجَ, فَاسْتَسْقَى, فَصَلَّى (٢) رَكْعَتَيْنِ, جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ).

قال الجامع - عفا اللَّه عنه -: هذا الحديث أخرجه البخاريّ، وقد تقدم البحث فيه مُسْتَوْفًى برقم ٢/ ١٥٠٥، وممن لم يتقدّم من رجاله هناك:


(١) انظر "شرح ابن رجب لصحيح البخاري" ج ٩ ص ٢٠٥ - ٢٠٧.
(٢) وفي نسخة "واستسقى، وصلى".