للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".

٣٠ - (كِتَابُ النُّحْلِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "النُّحْلُ":-بضمّ النون، وسكون الحاء المهملة-:

العطيّةُ والهبة ابتداء من غير عوض، ولا استحقاق، يقال: نحله يَنْحَلُهُ، من باب فتح نُحْلاً بالضمّ. والنَّحْلة بالكسر العطية. أفاده في "النهاية" (١).

وقال الفيّوميّ: نَحَلتُهُ أنحله -بفتحتين نُحلاّ، مثل قُفْل: أعطيته شيئًا من غير عِوَض بطيب نفس. ونَحَلتُ المرأة مهرها نِحْلَةً بالكسر: أعطيتها. والنَّحْلةُ: الدَّعْوَى. انتهى. وفي "اللسان": والنُّحْلُ بالضمّ: إعطاؤك الإنسان شيئًا بلا استعاضة، وعمّ بعضهم جميع أنواع العطاء. وقيل: هو الشيء المعطَى، وقد أنحله مالاّ ونحله إياه، وأبى بعضهم هذه الأخيرة. ونُحْلُ المرأة: مهرُها، والاسم النِّحْلة بالكسر: تقول أعطيتها مهرها نِحلةً: إذا لم تُرد منها عوضًا. انتهى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

١ - (ذِكْرُ اخْتِلافِ أّلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ فِي النُّحْلِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف المذكور أن جمهور الرواة جعلوه من مسند النعمان بن بشير - رضي اللَّه عنهما -، وخالف في ذلك الأوزاعيّ عن ابن شهاب، أن محمد بن النعمان، وحميد بن عبد الرحمن حدثاه، عن بشير بن سعد، فجعله من مسند بشير، فشذّ بذلك، والمحفوظ رواية الجماعة، أنهما يرويانه عن النعمان - رضي اللَّه عنه -، لا عن أبيه بشير - رضي اللَّه عنه -. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣٦٩٩ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ حُمَيْدٍ ح وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ, عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَمُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ, عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ, أَنَّ أَبَاهُ نَحَلَهُ غُلَامًا, فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يُشْهِدُهُ, فَقَالَ: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ؟» , قَالَ: لَا, قَالَ: «فَارْدُدْهُ». وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ).


(١) "النهاية" ٥/ ٢٩.