قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"سفيان": هو ابن عيينة. و"حُميد بن عبد الرحمن": هو ابن عوف الزهريّ المدنيّ.
وقوله:"قُصّة" بضم القاف، وتشديد الصاد المهملة: قَالَ الأصمعيّ، وغيره: هي شعر مقدّم الرأس المقبل عَلَى الجبهة. وقيل: شعر الناصية. قاله النوويّ فِي "شرح مسلم" ١٤/ ١٠٨. وقوله:"أين علماؤكم؟ ": قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: هَذَا السؤال للإنكار عليهم بإهمالهم إنكار المنكر، وغفلتهم عن تغييره. وفي حديث معاوية -رضي الله عنه- هَذَا اعتناء الخلفاء، وسائر وُلاة الأمور بإنكار المنكر، وإشاعة إزالته، وتوبيخ منْ اهمل إنكاره، ممن توجّه ذلك عليه. انتهى "شرح مسلم" ١٤/ ١٠٨.
وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: هَذَا منْ معاوية -رضي الله عنه- عَلَى جهة التذكير لأهل المدينة بما يعلمونه، واستعانة عَلَى ما رام تغييره منْ ذلك، لا عَلَى جهة أن يُعلّمهم بما لم يعلموا، فإنهم أعلم النَّاس بأحاديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لاسيّما فِي ذلك العصر. ويحتمل أن يكون ذلك فيه؛ لأن عوامّ أهل المدينة أوّل منْ أحدث الزور، كما قَالَ فِي الرواية الأخرى:"إنكم قد أحدثتم زيّ سَوْءٍ"، يعني الزُّور، فنادى أهل العلم ليوافقوه عَلَى ما سمعه منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منْ النهي عن ذلك، فينزجر منْ أحدث ذلك منْ العوامّ. وَقَدْ فسّر معاوية -رضي الله عنه- الزور المنهيّ عنه فِي هَذَا الْحَدِيث بالْخِرَق التي يُكثّر بها النِّساء شعورهنّ