للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخلاقه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وسعة صدره، وكثرة صفحه، وأن ذلك لم يقع منه - صلى اللَّه عليه وسلم -حتى تكرّر موجبه منهن - رضي اللَّه عنهن -. وقصّر ابن الجوزيّ، فنسب قصّة الذبح لابن حبيب بغير إسناد، وهي مسندة عند ابن سعد، وأبهم قصّة النفقة، وهي في "صحيح مسلم". والراجح من الأقوال كلها قصّة مارية؛ لاختصاص عائشة وحفصة بها، بخلاف العسل، فإنه اجتمع فيه جماعة منهنّ. ويحتمل أن تكون الأسباب جميعها، اجتمعت، فأشير إلى أهمّها. ويؤيّده شمول الحلف للجميع، ولو كان مثلاً في قصة مارية فقط لاختصّ بحفصة وعائشة.

[فائدة]: من اللطائف أن الحكمة في كونه حلف شهرًا مع أن مشروعية الهجر ثلاثة أيام أن عدتهنّ كانت تسعة، فإذا ضربت في ثلاثة كانت سبعة وعشرين، واليومان لمارية؛ لكونها كانت أمة، فنقصت عن الحرائر (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٥ - (ذِكْرُ خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي اللَّه عنهما - (فيه) أي في حديث: "الشهر تسع وعشرون يومًا"

٢١٣٣ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ -هُوَ أَبُو بُرَيْدٍ الْجَرْمِيُّ, بَصْرِيٌّ- عَنْ بَهْزٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي الْحَكَمِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -, فَقَالَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن يزيد أبو بُريد" -بموحدة، وراء، مصغرًا-: هو الْجَرمي -بفتح الجيم، وسكون الراء- البصريّ، صدوق [١١] ١٠٠/ ١٣٠. من أفراد المصنّف. و"بهز": هو ابن أسد العمّيّ، أبو الأسود البصريّ، ثقة ثبت [٩] ٢٤/ ٢٨. و"شعبة": هو ابن الحجاج الإمام المشهور [٧]. و"سلمة: هو ابن كُهيل الحضرميّ، أبو يحيي الكوفيّ، ثقة [٤] ١٩٥/ ٣١٢.


(١) - نُقل من "الفتح" ج ١٠ ص ٣٦١ - ٣٦٣ ببعض تصرّف.