للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غير مرّة. و"محمد بن سلمة": هو المراديّ الْجَمَليّ، أبو الحارث المصريّ الثقة الثبت [١١]. و"أبو سُهيل": هو نافع بن مالك ابن أبي عامر، و"أبوه": هو مالك بن أبي عامر، وتقدّما قبل بابين. و"طلحة بن عُبيد الله": هو الصحابيّ الجليل، أحد العشرة المبشّرين بالجنة -رضي الله عنهم-.

وقوله: "ثائر الرأس": أي منتشر شعر الرأس. وقوله: "يُسمع": بالياء، والبناء للمفعول، أو بالنون، وللبناء للفاعل. وقوله: "دويّ صوته" -بفتح الدال، وكسر الواو، وتشديد الياء، وحُكي ضمّ الدال، والصواب الفتح: هو ما يظهر منْ الصوت عند شدّته، وبُعْده فِي الهواء. وَقَالَ الخطّابيّ: صوت مرتفع، متكرّرٌ، ولا يُفهم، وإنما كَانَ كذلك؛ لأنه نادى منْ بعيد. وهذا الرجل قيل: هو ضمام بن ثعلبة، وقيل: غيره.

وقوله: "يسأل عن الإسلام": أي عن شرائع الإسلام.

والحديث متَّفقٌ عليه، وَقَدْ استوفيت شرحه، وبيان مسائله فِي "كتاب الصلاة" ٤/ ٤٥٨. فراجعه تستفد.

واستدلال المصنّف به لما ترجم له واضح، حيث إن الرجل سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام، فذكر له الزكاة، فدلّ عَلَى أنها منْ أركان الإسلام. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٢٤ - (الْجِهَادُ)

أي باب ذكر الْحَدِيث الدالّ عَلَى كون الجهاد منْ شعب الإيمان.

٥٠٣١ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلاَّ الإِيمَانُ بِي، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِي، أَنَّهُ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، بِأَيِّهِمَا كَانَ، إِمَّا بِقَتْلٍ، وَإِمَّا وَفَاةٍ، أَوْ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ، الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، يَنَالُ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"الليث": هو ابن سعد. و"سعيد": هو ابن أبي سعيد/ كيسان المقبريّ.