غير بشر بن ثابت البزار، وهو ثقة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
والحديث صحيح، ولا يقال: فِي إسناده محمد بن عجلان، وَقَدْ اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ لأنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد الرحمن بن إسحاق، وهو القرشي مولاهم عن سعيد المقبريّ، عند أحمد، والحاكم، كما مر آنفاً، وله أيضاً شاهد منْ حديث عقبة -رضي الله عنه-، كما مر أيضاً.
وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٤/ ٥٥٠٤ - وفي "الكبرى" ٤٧/ ٧٩٣٧٠ وأخرجه (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" ٨٣٤٨ (الحاكم) فِي "مستدركه" ١/ ٥٣٢. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٤٥ - (الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: معنى، "غلبة الرجال": أي شدّة تسلّطهم، كاستيلاء الرعاع هرْجا ومَرْجاً. قَالَ الكرمانيّ: هَذَا الدعاء منْ جوامع الكلم؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانيّة، وبدنية، وخارجية، فالأولى بحسب القوى التي للإنسان، وهي ثلاثة: العقلية، والغضبّية، والشهوانيّة، فالهم، والحزن يتعلّق بالعقليّة، والجبن بالغضبيّة، والبخل بالشهوانيّة، والعجز، والكسل بالبدنيّة. والثاني عند سلامة الأعضاء، وتمام الآلات والقوى، والأول عند نقصان عضو ونحوه، والضلع بالخارجية، فالأول ماليّ، والثانيّ جاهيّ، والدعاء مشتمل عَلَى جميع ذلك. ذكره فِي "الفتح" ١٢/ ٤٦٦٠ والله تعالى أعلم بالصواب.