للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلّا من المتقاتلين من أهل الجنّة، مع أن الكافر قتل المسلم ظلمًا وعدوانًا، وجحدًا لنعمه تعالى، لكنه بواسع فضله، وسعة رحمته تفضّل عليه بالتوبة، والقتال في سبيله، حتى قُتل، فدخل الجنّة، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: ٤]، {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [آل عمران: ٧٤]. (ومنها): أن فيه إثبات صفة العَجَب للَّه سبحانه وتعالى، مع تنزيهه تعالى، إثباتًا بلا تمثيل، وتنزيهًا بلا تعطيل. وفيه أيضًا إثبات صفة الضحِك له سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله تعالى. (ومنها): أن كلّ من قُتل في سبيل اللَّه تعالى، فهو في الجنّة. قاله ابن عبد البرّ (ومنها): أن العبرة بالخواتم، فلو عمل العبد دهرًا من عمره أنواع الكبائر كلها، ثم وفّقه اللَّه تعالى في آخر حياته للتوبة، والعمل الصالح، محيت عنه خطياه كلها، وصار من أهل الجنّة {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} الآية [الروم: ٤]. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٣٨ - (تَفْسِيرُ ذَلِكَ)

أي هذا باب ذكر الحديث الذي فيه توضيح معنى ضحك اللَّه سبحانه وتعالى من الرجلين المذكور في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣١٦٧ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ, وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ, قِرَاءَةً عَلَيْهِ, وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ, قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ, يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ, كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ, يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ, فَيُقْتَلُ, ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ, فَيُقَاتِلُ فَيُسْتَشْهَدُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد: سبعة، وكلهم تقدّموا، فالأربعة الأولون تقدموا قبل خمسة أبواب، والباقون تقدموا في الباب الماضي، وكلهم من رجال الصحيح، غير شيخه الحارث، فقد تفرّد به هو وأبو داود.

وقوله: "عن أبي الزناد" كذا هو في "الموطّإ"، ولمالك فيه إسناد آخر، رواه أيضًا عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنى، أخرجه الدارقطنيّ.

وقوله: "يدخلان الجنّة" زاد مسلم من طريق همّام، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -: "قالوا: كيف يا رسول اللَّه".