لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وَرَأَيْتُهُ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا السند هو السند الماضي، إلا أن شيخه هنا عمرو ابن عليّ الفلّاس.
وقوله: "بالصفرة": لا تنافي بينه وبين قوله فِي الْحَدِيث الماضي: "بالحنّاء"؛ لأن الصفرة لون الحناء، قَالَ الفيّوميّ: "الصفرة": لون دون الحمرة، والأصفر الأسود أيضاً. انتهى. فلون الحنّاء يميل إلى الحمرة، فتنبّه.
والحديث صحيح، سبق الكلام عليه فيما قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
١٧ - (الْخِضَابِ بِالصُّفْرَةِ)
٥٠٨٧ - (أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ بِالْخَلُوقِ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يُصَفِّرُ بِهَا لِحْيَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الصِّبْغِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ بِهَا ثِيَابَهُ كُلَّهَا، حَتَّى عِمَامَتَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ).
رجال هَذَا الإسناد: أربعة:
١ - (يعقوب بن إبراهيم) الدورقيّ، أبو يوسف البغداديّ الحافظ، ثقة [١٠] ٢١/ ٢٢.
٢ - (الدراورديّ) هو: عبد العزيز بن محمد بن عبيد الجهنيّ مولاهم، أبو محمد المدنيّ، صدوقٌ، كَانَ يُحدّث منْ كتب غيره، فيُخطيء [٨] ٨٤/ ١٠١.
٣ - (زيد بن أسلم) العدوي المدنيّ الفقيه، ثقة [٣] ٦٤/ ٨٠.
٤ - (ابن عمر) عبد الله رضي الله تعالى عنهما ١٢/ ١٢. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (٢٤٢) منْ رباعيات