قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "منْ شرّ ما صنع" "ما" يحتمل أن تكون مصدريّة، أو موصولة، والعائد محذوف، و"صنع" يحتمل أن يكون مبنيّا للفاعل، وفاعله ضيمر يعود إلى الصانع، ويحتمل أن يكون مبنيًا للمفعول.
وقوله: و"ذكر الاختلاف الخ": وجه الاختلاف أن حسينًا المعلّم رواه عن عبد الله ابن بُريدة، عن بُشير بن كعب، عن شدّاد بن أوس -رضي الله عنه-، كما فِي هذه الرواية، وهي رواية البخاريّ، وَقَدْ تابع حسينا عَلَى ذلك ثابت البناني، وأبو العوام، عن بريدة، ولكنهما لم يذكرا بشير بن كعب، بل قالا: عن ابن بريدة، عن شداد، أخرجه المصنّف فِي "عمل اليوم والليلة" ٤٦٥.
وخالفه الوليد بن ثعلبة الطائيّ، فراوه عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أخرجه أبو داود فِي "كتاب الأدب"، وابن ماجه فِي "الدعاء"، والمصنّف فِي "عمل اليوم والليلة" ٤٦٦، وصححه ابن حبّان، والحاكم، لكن لم يقع فِي رواية الوليد أول الْحَدِيث، قَالَ المصنّف: حسين المعلم أثبت منْ الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب.
قَالَ الحافظ: كأن الوليد سلك الجادة؛ لأن جُلَّ رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وكأن منْ صححه جَوّز أن يكون عن عبد الله بن بريدة عَلَى الوجهين. والله أعلم. أفاده فِي "الفتح" ١٢/ ٣٧٧. والله تعالى أعلم بالصواب.